الغبارى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم

اذهب الى الأسفل

إنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم Empty إنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم

مُساهمة  موطئ يغيظ الكفار الجمعة 11 أبريل 2008, 11:32 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيد المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد...
فإن مفهومي النصر والرزق من المفاهيم الواسعة، التي تتحكم في جوانب جوهرية في حياتنا، وذلك رغم عدم عناية المسلمين بفهم قواعدها والعزوف عن طلب أسبابها، ظنا منهم بأنها لا تمسهم أو لا تعنيهم.
والحقيقة أن لهذين المفهومين أبعد الأثر في حياتنا اليومية، إذ لا يقتصر مفهوم النصر على خطوط القتال مع العدو، بل إنه يمتد ليشمل الكثير من المواقف التي تواجهنا كل يوم، في الحي والمدرسة والجامعة والسوق إلخ، فالنصر ما هو إلا الوصول إلى المراد، والتغلب على الخصوم والمنافسين.
وبالمثل، فإن الرزق لا يقتصر على الحصول على المال، بل هو يشمل كل ميزة يسعد بها الإنسان كالزوجة والذرية الصالحة، والمسكن الواسع المريح، والمركب وغير ذلك مما يتمنى المرء من متاع الدنيا، وهو أيضا يمتد ليشمل الميزات الدينية، كأن يدعو أحدنا بأن يرزقه الله الحج أو الشهادة أو الذكر أوقيام الليل ونحو ذلك.
باختصار، إنك إذا دققت النظر في ما يفعله كل منا منذ أن يستيقظ وحتى آخر لحظة في يومه، فإن تفكيره وهمه وجهوده تكاد لا تخرج عن السعي وراء هاتين الفكرتين، النصر والرزق.
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يقول: "ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم". رواه الحاكم والترمذي وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
والقاعدة التي يقررها الحديث الشريف يمكن قراءتها كما يلي:
"إن مدى نجاح أي جماعة أو فرد، في تغلبه على منافسيه وتحقيقه أهدافه، يتوقف على موقفه من الشريحة المستضعفة في محيطه (أسرته، مكان عمله، مدينته، دولته، أو العالم بأسره(، ودوره تجاه هذه الشريحة، نصرا أو خذلانا، بخلا أو إنفاقا، إساءة أو إحسانا."
وهذه القاعدة تطبق على الأفراد كما تطبق على الكيانات والجماعات، كالدول والشعوب والأمم.

وكمثال على القاعدة السابقة، اخترت لأحبتي القصة التالية، والتي حصلت "في سنة ست وخمسين وأربعمائة (هـ) حيث اعتمد السلطان (ألب أرسلان) في الوزارة على (نظام الملك)، وكان وزير صدق يكرم العلماء والفقراء. ولما عصى الملك (شهاب الدولة قتلمش) وخرج عن الطاعة وأراد أخذ ألب أرسلان خاف منه ألب أرسلان فقال له الوزير: أيها الملك لا تخف فإني قد استدمت لك جندا ما بارزوا عسكرا إلا كسروه كائنا ما كان. قال له الملك: من هم؟ قال جند يدعون لك وينصرونك بالتوجه في صلواتهم وخلواتهم وهم العلماء والفقراء الصلحاء. فطابت نفس الملك بذلك فحين التقى مع قتلمش لم ينظره أن كسره وقتل خلقا من جنوده وقتل قتلمش في المعركة واجتمعت الكلمة على ألب أرسلان".
عن البداية والنهاية لابن كثير
وعلى مستوى الشعوب والجماعات الإنسانية، يستطيع المتأمل ان يكتشف بسهولة أن هناك ارتباطا وثيقا بين أخلاقيات كل مجتمع أو جماعة في تعامله مع الشرائح المستضعفة، وبين مستوى رفاهيته وعزته ورفعته، وللقارئ أن يختار من حوله نماذج متعددة في هذا الخصوص ليقارن بينها.
أخيرا، وعلى مستوى الدول بالمفهوم السياسي، نستطيع من خلال تتبع الإحصائيات أن نرى أن أكثر الدول منعة وقوة هي أكثرها معونة لمثيلاتها الفقيرة أو المنكوبة، وذلك بصرف النظر عن مواقف هذه الدول وتقييمها من الزوايا الأخرى على صعيد العدالة أو الإيمان أو غيره، والله سبحانه وتعالى أعلم.

تلميح(1):
قد يندرج تحت مفهوم الضعفاء بالإضافة إلى الفقراء والمحرومين:
· المعاقين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
· اللاجئين والمنكوبين واللاجئين الذين دفعتهم ظروفهم للقدوم والإقامة في بلد آخر.
الكائنات الأخرى والبهائم، قال تعالى (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم، مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ {38} الأنعام. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سأله الصحابة (رضوان الله عليهم) : يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: (في كل كبد رطبة أجر). رواه البخاري.

تلميح (2):
من النصوص التي تقترب في معناها أيضا من القاعدة السابقة، قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". (رواه البخاري)، و"من لا يرحم لا يرحم"، و "لا يرحم اللهُ من عباده إلا الرحماء"َ، و"لا يرحم الله من لا يرحم الناس". رواها البخاري، و" الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الرحم شجنةٌ من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله" رواه الترمذي وقال هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وكذلك مقولة: "كما تكونوا يولى عليكم".

هذا المقال هو فقرة من المقال الأم (القواعد السماوية للنصر والرزق)، الرجاء قراءته استتماما للفائدة، كما يمكن قراءته من المدونة الأصلية على موقع جيران (succession.jeeran) أو من منتديات طريق النجاح الإسلامية (succ.hooxs) والله الموفق....

رحم الله من أعان على نشرها
"فواللهِ لأنْ يَهدِيَ اللهُ بكَ رجُلاً خَيرٌ لكَ من أن يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم"
صدق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

http://successway.wordpress.com/
منتديات طريق النجاح الإسلامية
http://succ.hooxs.com/
موطئ يغيظ الكفار
موطئ يغيظ الكفار

عدد الرسائل : 6
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى