مكتبة الاسكندرية

بسم الله الرحمن الرحيم

ان مكتبة الاسكندرية تدل على ذوق رفيع حقا فى كل شىء (الشكل والمحتوى) .
وأتمنى أن تكون بحق هى نافذة حقيقية على أمة عربية كانت تنحصر بين مكتبة الاسكندرية ومكتبة بغداد.


السيد الغبارى

بسم الله الرحمن الرحيم

فى الليالى المظلمة يفتقد البدر وفى ظلام التخلف والردة تفتقد الاستنارة والعلم ولم يمر بمصر عصر ازدهرت فيه الاستنارة وأثمرت فيه العلوم والفنون كما حدث فى العصر الذى شهد مكتبة الاسكندرية .
فلم تكن الاسكندرية مجرد مكتبة بل كانت عبارة عن أربع منشاّت تحتل ربع المدينة وقد كانت هذه المنشاّت هى:-
1-الموسيون.(وهو العبد المخصص عند الإغريق لاّلهات تسع
تسمى ميوزات وهى اّلهات لكل ما يتعلق
بالعلوم والفنون والاّداب وقد كانت بحق
أول مركز للبحوث العلمية فى العالم)
2- المكتبة.(وكانت تحتوى على قاعات ضخمة للكتب وعلى
رفوفها مئات الألوف من اللفائف المكتوبة فى
كافة العلوم والفنون ودعم ملوك مصر من البطالسة
خصوصا بطليموس الثانى المكتبة والمتحف بكل
طاقاتهم وهو شىء كان ومازال نادر الحدوث بين
القادة والملوك وكان الجنود يفتشون المراكب
المارة بالأسكندرية بدقة ليس لنهب الثروات
أو البحث عن المهربات أو لفرض الضرائب وانما
لاستعارة ما عليها من مخطوطات يتم نسخها
بسرعة ثم تعاد لأصحابها وقد أطلق علي هذه
المجموعة اسم خاص --كتب من السفن--)
3- السرابيوم.(فقد أسس الإسكندر الأكبر مدينة الأسكندرية
فى ابريل من عام 331ق.م وبعد وفاته فى عام
323ق.م أصبحت الأسكندرية بدلا من منف
عاصمة لمصر وترك الإسكندر مصر تحت حكم
بطليموس الأول الذى استقل بحكمها وأسس
أسرة ملكية حكمت مصر لمدة ثلاثة قرون وأصبح
اسم سرابيوم يطلق على أمكنة العبادة فى مصر
تحت حكم البطالسة ولهذا أنشىء بجوار المكتبة
والمتحف معبد أطلق عليه اسم السرابيوم )
4-السما.(أما عن السما فقد أنشأها بطليموس الأول ضريحا
فخما للإسكندر الأكبر باسم-- سما --)
---------------------------- ----------------------------
وقد أنشئت المكتبة على يد( سوتر) ونمت وترعرعت على يد (فيلاد لفوس ) الذى كان يعرف بحبه الشديد للعلوم والفنون وبمعاونة قيمة من (ديميتروس الفاليرى) مسئول مكتبة الملك جعلت من الأسكندرية عاصمة للعالم فاتسعت وازدهرت وامتلأت بالملاعب والرخاء والمجد والمعارض واجتذبت الباحثين عن فرص العمل والثروة والشهرة وامتلأت بالمهاجرين من بلدان البحر الأبيضض المتوسط بل ومن كل بلدان العالم مما جعلها بحق عاصمة ثقافية للعالم بأثره.
وقد عاش ودرس فى المكتبة اّلاف من العلماء والباحثين من كافة ارجاء المعمورة ودرس هؤلاء العلماء وكان أساس دراساتهم مبنيا على أن كل ما فى الكون يسير بنظام معين مترابط يخضع لقوانين قابلة للدراسة والتحليل .
ونذكر أمثلة لمن عاش ودرس فى المكتبة:-
(ايراتوسثنيس العظيم)الذى أثبت أن الأرض كروية .
(اقليدس) أبو الهندسة الإقليدية والذى وضع أسس علم الهندسة والذى وضع الأسس الرياضية السليمة .
(جاليليو)(نيوتن)(أينشتين)(ديونيسيوس--أبو اللغويات )(أرشيميدس).
وقد تم فى المكتبة وضع الأسس الرياضية والفلكية التى احتفظ بها العرب وترجموها ثم أهملوها الى أن نشأت على أساسها الحضارة الأوربية الحديثة وقد تم الى جانب هذا حفظ ونقد العديد من الكتب والمؤلفات ولعل أهم ما تم فى هذا المجال هو أول ترجمة للعهد القديم الى اليونانية وهى الترجمة التى عرفت بالترجمة السبعينية لأنه قام بها سبعون مترجم وقيل أنه كان يقوم بترجمة كل جزء من التوراه فردان منفصلان وتقارن ترجماتهم بعد ذلك للتأكد من صحتها .
وقد مر بهذا الصرح العظيم أيام سوداء حيث احرقت المكتبة أيام( يوليوس قيصر) فى حربه ضد أسطول (بطليموس) شقيق (كليوباترا) وبعد ان جددها الرومان حطمها الدهماء عام 391م
وتكرر تحطيمها إلى أن اندثرت تماما ولم يبقى منها حتى الاّن سوى بعض الرفوف فى مكتبة ملحقة ---بالسرابيوم ---
وقد تيتم العلم بعد اختفاء مكتبة الأسكندرية ولم تقم له قائمة الا على يد العلماء المسلمين مثل (أعمال الخوارزمى ) فى الجبر و(ابن الهيثم) فى البصريات ومثل الترجمات الجيدة لبعض أعمال المكتبة مثل (الماجست ) لبطليموس ومثل ترجمة (حنين ابن اسحق)لأعمال جالينوس .
---------------------------------------------------------------------
أميرة الثلوج